لكي تكون شيعياً جيداً

الكاتب السعودي: هذه الشروط أساسية لصحة انتماء كل مواطن شيعي، وهناك أمور يستحب أن يقوم بها المواطن الشيعي رغم أنها ليست ضرورية، ومنها أن يغض الطرف ويسكت عن تكفير الوهابية وأن يسكت عمن جاهر بأنه يريد نحر عشرة من الشيعة

عند الكثيرين هناك مواصفات لابد أن يتحلى بها المواطن الشيعي حتى يمكن أن نصفه بانه مواطن شيعي جيد حسن السيرة والسلوك. أولى هذه المواصفات وهو شرط ضروري لإثبات ولائه وهو أن يداوم على سب إيران ثلاث مرات في اليوم قبل الأكل وبعده، ويستحسن أن يندد في نهاية الأسبوع والعطل الرسمية بالمشروع الصفوي المجوسي الذي تسعى له إيران لتحويل السنة إلى شيعة وإلى احتلال الدول العربية. ومن نافلة القول أن سب إيران ليس كافياً، وإنما يشترط ضم حزب اللات اللبناني واتهامه بأنه السبب في كل ما يحدث في المنطقة بما في ذلك ليبيا والصومال وباكستان ومصر وتونس وموزمبيق وهايتي.
الصفة الثانية التي يجب أن يتحلى بها كل مواطن شيعي وخاصة العرب منهم هو أن يؤيد كل سياسات الدول العربية وفي مقدمتها الخليجية حتى لو كانت هذه السياسات تشتمل على شن الحروب وقتل النساء والأطفال وتجويع الشعوب ومحاصرتها أو دعم الإرهابيين بالمال والسلاح، لأنه لا يجوز للشيعة أن ينعزلوا عن محيطهم العربي الذي يعيشون فيه، فالشيعي "الجيد" يجب أن يصفق لكل ذلك حتى لا يظهر على حقيقته التي تدين بالولاء للخارج.
الصفة الثالثة التي يشترط على كل مواطن شيعي أن يتحلى بها أن يثبت انه مواطن صالح وحبوب وغير مزدوج الولاء بمعيار مبارك الدويلة ويتمثل ذلك بأن يدعو لمجاهدي جبهة النصرة في سوريا بالنصر والغلبة، وأن يصفهم بالثوار الذين جاءوا يقاتلون من أفاق الأسماء وأقطار الأرض لتحرير الشعب السوري من نظامه الدموي، وان يدعو الله أن يهلك الطاغية بشار وأعوانه من الميليشيات الطائفية. وما دام مررنا بسيرة الميليشيات الطائفية يجب على المواطن الشيعي ان يندد بالحشد الشعبي في العراق الذي يقاتل اخواننا السنة المسالمين في صفوف داعش، ويريد أن يحتل المناطق العراقية السنية ويبيد أهلها ويحولها إلى مناطق شيعية حتى لا يتم اتهامه بانه طائفي قذر.
هذه الشروط أساسية لصحة انتماء كل مواطن شيعي، وهناك أمور يستحب أن يقوم بها المواطن الشيعي رغم أنها ليست ضرورية، ومنها أن يغض الطرف ويسكت عن تكفير فؤاد الرفاعي له، ويسكت عن إتهام النفيسي لنواب الشيعة بالصفوية، وأن يسكت كذلك عن وصفه من عوير وزوير بأنه من أذناب إيران وأنه من الخلايا النائمة، وأن يسكت عمن جاهر بأنه يريد نحر عشرة من الشيعة، أن يسكت عن كل ذلك حتى لو كان ذلك يتم تحت سمع ونظر الحكومة، ففي النهاية هو مواطن يريد أن يثبت أنه مواطن صالح، فلابد أن يتحمل كل هذا السب والشتم.
ولكن حتى لو نفذ الشيعي كل هذه الشروط فإن ولائه سوف يظل مشكوكاً فيه لسبب واحد، وهو ان الشيعي قد يقوم بكل ذلك من باب التقية، لأن الشيعة يظهرون ما لا يبطنون، ولذلك لابد من الحذر منهم حتى لو قاموا بكل ما هو مطلوب منهم. بعد أن حاولت أن أختبر مدى توفر هذه الصفات لدي، اكتشفت مع الأسف الشديد أنني لست مواطنا شيعياً جيداً.

د. صلاح الفضلي

 

المصدر: مركز الحرمين للاعلام الاسلامي

إضافة تعليق جديد